دراسة الكتاب المُقدَّس تختلف وتتنوّع طرق وأهداف دراسة الكتاب المُقدَّس في المسيحيّة، فدراسته من الناس العاديّين هي ممارسة دينيّة أو روحانيّة شخصيّة، وبعض الطوائف مثل الطائفة البروتستانتيّة الإنجيليَّة تضع دراسة الكتاب المُقدَّس مكانة خاصّة وتسمّي هذه الأوقات بأوقات التعبُّد والتَّأمل، وهنا تختلف عن الدراسة الأكاديميّة للكتاب المُقدَّس فهي دراسة كتابيّة مُمَنهجة.
كيفيّة دراسة الكتاب المُقدَّس هنالك طرق كثيرة لدراسة الكتاب المُقدَّس بسهولة وأريحيّة، وسأذكر منها ما يلي:
- اقرأ سفراً واحداً كلّ مرّة، واختر بالبداية إنجيل متّى أو يوحنّا أو مُرقص أو لوقا، ويُمكنك أيضاً البدء بأحد أسفار العهد القديم، ويمكن أن تكتفي بعدّة صفحات وربّما تستطيع قراءة نصف إصحاح وربّما تقرأ إصحاحاً كاملاً في اليوم الواحد، المهمّ ألا تجهد نفسك وتتمكّن من فهم ما تقرؤه، لكن لابدّ أن تتابع كل يوم ما توقفت عنده في الإصحاح نفسه، جميل أن تكتب بعض الآيات التي ستمرّ بها وتراها قريبة منك أو ترغب بفهمها بشكل أفضل، ابحث عنها عبر الانترنت، وسجّلها في دفتر خاص.
- تعلم طريقة (TOPAD): أحضر دفترك وسجّل به ملاحظاتك عمّا قرأته اليوم.
وفي البداية ضع عنواناً للفقرة التي قرأتها، T العنوان أو Title ،O الملاحظات أو (Observation)، وضع ملاحظاتك عمّا قرأت اليوم، وحاول تلخيص ما قرأت لا تنمّق الوصف ضع كلماتك الخاصّة لأنّ هذا ما تريد أن تتذكره أنت عما قرأت، P التطبيق أو (Principles) اكتب المبادئ والقيم التي استنتجتها من هذا الذي قرأته اليوم، ِA التطبيق أو (Application) فكّر كيف يجب أن تتغير لتصير كما يريدك الله بعد ما قرأته اليوم، D العبادة أو (Devotion) اكتب عبارة شكر لله لأنّه قدر لك المعرفة.
- تمعّن في علاقات الإله مع الأشخاص في الكتاب المُقدَّس، ستتعلم الكثير من حياة الأشخاص بتفاعلهم مع الإله، ستتعرّف على محبته وقيمة عدالته وكيف يُعامل الأشخاص بمختلف معتقداتهم.
- اطرح الأسئلة السبعة: من؟ للتعرف على الشخصيات، أين؟ لتحديد موقع الأحداث، متى؟ لتحديد زمن المجريات، ماذا؟ لمعرفة الفكرة أو الهدف الذي تتحدث عنه الفقرة أو الإصحاح، كيف؟ لمعرفة طريقة حدوث الحدث الرئيسيّ، لماذا؟وهو السؤال الأخير لمعرفة الدروس المستفادة.
- طريقة سهلة أخرى: تتكوّن هذه الطريقة من عدّة خطوات، وهي تساعدك على دراسة الكتاب المُقدَّس بحرية وهدوء، الخطوات الثلاث تبدأ بالقراءة والملاحظة.
- اقرأ النصّ عدّة مرات لتتوصّل إلى الأفكار الرئيسيّة لفهم وتطبيق النص في حياتك العملِّية، يجب أن تعرف نوع النص أهو نبويّ، أم تشريعيّ، أم تاريخيّ، أم تعليميّ أم هو قصصيّ؟، وسجّل انطباعاتك بعد القراءة، وسجّل الأفكار، وعد لطريقة الأسئلة السبعة ونفّذها، احذر التخمينات المُتسرعة.
- الخطوة الثانية الفهم الصحيح، تأكّد من فهم كل كلمة وكل نقطة وكل مرحلة من مراحل النصّ، وهدف النص ومعناه العامّ، واربط الحقائق ببعضها البعض ابحث عن الخيط الذي سيربطها ببعض، استخلص الرسائل، اختبر فهمك البسيط وتتبّع الفهم التاريخيّ للنصّ وابحث عن الفهم العامّ للنص المتناغم مع فهمك للنص ومعناه التاريخيّ (روح الكتاب)، وعد للمراجع التاريخيّة، واستعمل القواميس للكلمات الصعبة، وأطلساً للأماكن المجهولة لك أو القديمة، فهرس الكتاب المُقدَّس، مراجع خاصة بالتعبيرات المتخصّصة والعادات القديمة والأحداث الغابرة عبر التاريخ، ثمّ اقرأ عدّة تفاسير لتفهم وجهة النظر القديمة.
- الخطوة الثالثة والأخيرة: ابحث عن التطبيق العمليّ في الحياة الآن لما قرأته وغالباً هذا هو المهم من دراسة الكتاب المُقدَّس.